الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
عكمص: العُكَمِصُ: الحادرُ من كل شيء، وقيل: هو الشَّدِيدُ الغليظُ، والأُنثى بالهاء. ومالٌ عُكَمِصٌ: كثير. وأَبو العُكَمِصِ: كنية رجل. وقال في علمص: جاء بالعُلَمِص أَي الشيءِ يُعْجَبُ به أَو يُعْجَبُ منه كالعُكَمِص.
علص: العِلَّوْصُ: التُّخَمةُ والبَشَمُ، وقيل: هو الوجعُ الذي يقال له اللَّوَى الذي لس في المعدة. قال ابن بري: وكذلك العلص. قال: والعِلَّوْصُ وجعُ البطن. مثل العِلَّوْزِ، وقال ابن الأَعرابي: العِلَّوْصُ الوجعُ، والعِلَّوْزُ الموتُ الوَحِيُّ، ويكون العِلَّوْزُ اللَّوَى. ويقال: رجل عِلَّوْصٌ به اللَّوَى، وإِنه لَعِلَّوْصٌ مُتَّخِمٌ، وإِن به لَعِلَّوْصاً. وفي الحديث: من سَبَقَ العاطِسَ إِلى الحمد أَمِنَ الشَّوْصَ واللَّوْصَ والعِلَّوْصَ؛ قال ابن الأَثير: هو وجعُ البطن، وقيل: التُّخَمةُ، وقد يوصف به فيقال: رجل عِلَّوْصٌ، فهو على هذا اسم وصفة، وعَلَّصَت التُّخَمةُ في معدته تَعْلِيصاً. ويقال: إِنه لمَعْلُوصٌ يعني بالتُّخَمة، وقيل: بل يُرادُ به اللَّوَى الذي هو العِلَّوص. والعِلَّوْصُ: الذئب.
علفص: الأَزهري: قال شُجاع الكلابي فيما رَوى عنه عَرّام وغيره: العَلْهَصةُ والعَلْفَصةُ والعَرْعَرةُ في الرأْي والأَمرِ، وهو يُعَلْهِصُهم ويُعَنِّفُ بهم ويَقْسِرُهم.
علمص: جاء بالعُلَمِص أَي الشيءِ يُعْجَبُ به أَو يُعْجَبُ منه كالعُكَمِص.
علهص: ذكر الأَزهري في ترجمة علهص بعد شرح هذه اللفظة قال: العِلْهاصُ صِمامُ القارُورة. وفي نوادر اللحياني: عَلْهَصَ القارورةَ، بالصاد أَيضاً، إِذا استخرجَ صِمامَها. وقال شجاع الكلابي فيما رَوى عنه عَرّام وغيره: العَلْهَصةُ والعَلْفَصةُ والعَرْعَرةُ في الرأْي والأَمر وهو يُعَلْهِصُهم ويُعَنِّفُ بهم ويَقْسِرُهم.
عمص: العَمْصُ: ضرْبٌ من الطعام. وعَمَصَه: صنَعَه، وهي كلمة على أَفواه العامة وليست بَدَوِيّةً يُرِيدُون بها الخامِيزَ، وبعض يقول عامِيص. قال الأَزهري: عَمَصْت العامِصَ والآمِصَ، وهو الخاميز، والخاميز: أن يُشَرَّح اللحمُ رقيقاً ويؤكلَ غير مطبوخ ولا مَشْويّ؛ يَفْعَلُه السكارى. قال الأَزهري: العامِصُ مُعرّب، وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال: العَمِصُ المُولَعُ بأَكل العامِصِ، وهو الهُلامُ.
عنص: العُنْصُوَة والعِنْصُوَة والعَنْصُوَة والعِنْصِيةُ والعَناصِي: الخُصْلةُ من الشعر قدر القُنْزُعةِ؛ قال أَبو النجم: إِن يُمْسِ رَأْسي أَشْمَطَ العَناصِي، كأَنما فَرّقَه مُناصِ، عن هامةٍ كالحَجَرِ الوَبّاصِ والعُنْصُوة والعِنْصُوة والعَنْصُوة: القطعة من الكَلإِ والبقيةُ من المال من النصف إِلى الثلث أَقلّ ذلك. وقال ثعلب: العَناصِي بقيّةُ كل شيء. يقال: ما بقي من ماله إِلا عَنَاصٍ، وذلك إِذا ذهب مُعْظَمُه وبقي نَبْذٌ منه؛ قال الشاعر: وما تَرَك المَهْرِيُّ مِنْ جُلِّ مالِنا، ولا ابْناهُ في الشهرين، إِلا العَناصِيَا وقال اللحياني: عَنْصُوةُ كلِّ شيء بقيّتُه، وقيل: العَنْصُوة والعِنْصُوة والعُنْصُوة والعِنْصِيةُ قطعةٌ من إِبلٍ أَو غنمٍ. ويقال: في أَرض بني فلان عَناصٍ من النبت، وهو القليل المتفرق. والعَناصِي: الشعرُ المنتصب قائماً في تفَرُّقٍ. وأَعْنَصَ الرجل إِذا بقِيَت في رأْسه عَناصٍ من ضَفائِره، وبَقِيَ في رأْسه شعرٌ متفرِّق في نواحيه، الواحدةُ عُنْصُوةٌ، وهي فُعْلُوة، بالضم، وما لم يكن ثانيه نوناً فإِن العرب لا تَضُمُّ صَدْرَه مثل ثُنْدُوة، فأَما عَرْقُوةٌ وتَرْقوةٌ وقَرنوة فمفتوحات؛ قال الجوهري: وبعضهم يقول عَنْصُوة وثَنْدُوة وإِن كان الحرف الثاني منهما نوناً ويُلْحِقُهما بعَرْقُوةٍ وتَرْقُوةٍ وقَرْنُوة.
عنفص: العِنْفِصُ: المرأَةُ القليلةُ الجسم، ويقال أَيضاً: هي الداعِرةُ الخبيثة. أَبو عمرو: العِنْفِصُ، بالكسر، البَذِيّةُ القليلة الحياء من النساء؛ وأَنشد شمر: لَعَمْرُك ما لَيْلى بِوَرْهاءَ عِنْفِصٍ، ولا عَشّةٍ خَلْخالُها يَتَقَعْقَعُ وخَصّ بعضهم به الفَتاةَ.
عنقص: الأَزهري: العَنْقَصُ والعُنْقوص دُوَيْبّة.
عوص: العَوَصُ: ضِدُّ الإِمكان واليُسْرِ؛ شيءٌ أَعْوَصُ وعَوِيصٌ وكلامٌ عَوِيصٌ؛ قال: وأَبْني من الشِّعْرِ شِعْراً عَوِيصا، يُنَسِّي الرُّواةَ الذي قد رَوَوْا ابن الأَعرابي: عَوَّصَ فلانٌ إِذا أَلقَى بيتَ شِعْر صَعْبَ الاستخراج. والعَوِيصُ من الشِّعْر: ما يصعب استخراجُ معناه. والكِلمةُ العَوصاءُ: الغريبة. يقال: قد أَعْوَصْت يا هذا. وقد عَوِصَ الشيءُ، بالكسر، وكلام عَويصٌ وكلمة عَويصةٌ وعوصاء. وقد اعْتاصَ وأَعْوَصَ في المَنْطِق: غَمَّضَه. وقد عاصَ يَعاصُ وعَوِصَ يَعْوَصُ واعْتاصَ عليَّ هذا الأَمرُ يَعْتاصُ، فهو مُعْتاصٌ إِذا الْتاثَ عليه أَمرهُ فلم يَهْتَدِ لجهة الصواب فيه. وأَعْوَصَ فلان بخَصمِه إِذا أَدخل عليه من الحُجَج ما عَسُرَ عليه المَخْرجُ منه. وأَعْوَصَ بالخصم: أَدْخَله فيما لا يَفْهَم؛ قال لبيد: فلقد أُعْوِصُ بالخَصْم، وقد أَمْلأُ الجَفْنةَ من شَحْمِ القُلَلْ وقيل: أَعْوصَ بالخَصْم لَوى عليه أَمرَه. والمُعْتاصُ: كل متشدّد عليك فيما تريده منه. واعْتاصَ عليه الأَمرُ: التوى. وعَوَّصَ الرجلَ إِذا لم يَسْتَقِمْ في قول ولا فعل. ونهْرٌ فيه عَوَصٌ: يجري مرة كذا ومرة كذا. والعَوْصاءُ: الجَدْبُ. والعَوْصاءُ والعَيْصاءُ على المعاقبة جميعاً: الشدّةُ والحاجةُ، وكذلك العَوْصُ والعَوِيصُ والعائصُ، الأَخيرة مصدر كالفالِجِ ونحوه. ويقال: أَصابَتْهم عَوصاءُ أَي شدّةٌ؛ وأَنشد ابن بري: غير أَن الأَيامَ يَفْجَعْنَ بالْمَرْ ءِ، وفيها العَوْصاءُ والمَيْسورُ وداهية عَوصاءُ: شديدة. والأَعْوَص: الغامضُ الذي لا يُوقَفُ عليه. وفلان يركب العَوْصاء أَي يركب أَصْعبَ الأُمور؛ وقول ابن أَحمر: لم تَدْرِ ما نَسْجُ الأَرَنْدَج قبله، ودرَاسُ أَعْوَصَ دارس مُتَخَدِّد أَراد دِرَاس كتابٍ أَعْوَصَ عليها متخدّد بغيرها. واعْتاصَت الناقةُ: ضرَبها الفحلُ فلم تَحْمِل من غير علّة، واعْتاصَت رَحِمها كذلك؛ وزعم يعقوب أَن صادَ اعْتاصَت بدلٌ من طاء اعْتاطَت، قال الأَزهري: وأَكثر الكلام اعتاطت، بالطاء، وقيل: اعْتاصَت للفرس خاصة، واعْتاطَت للناقة. وشاةٌ عائصٌ إِذا لم تحمل أَعواماً. ابن شميل: العَوْصاء المَيْثاء المخالفة، وهذه مَيْثاءُ عَوْصاءُ بَيِّنة العَوَصِ. والعَوْصاءُ: موضع؛ وأَنشد ابن بري للحرث: أَدْنى دِيارِها العَوْصاءُ وحكى ابن بري عن ابن خالويه: عَوْصٌ اسم قبيلة من كلب؛ وأَنشد: متى يَفْتَرِشْ يوماً غُلَيْمٌ بِغارةٍ، تكونوا كعَوْصٍ أَو أَذْلَّ وأَضْرَعا والأَعْوصُ: موضع قريب من المدينة. قال ابن بري: وعَوِيصُ الأَنفِ ما حوله؛ قالت الخِرْنِق: همُ جَدَعُوا الأَنْفَ الأَشَمَّ عَوِيصُه، وجَبُّوا السِّنامَ فالْتَحَوْه وغارِبه عيص: العِيصُ: مَنْبِتُ خيار الشجر، والعِيصُ: الأَصلُ، وفي المثل: عِيصُكَ مِنْكَ وإِن كان أَشِباً؛ معناه أَصْلُك منك وإِن كان غير صحيح. وما أَكْرَمَ عِيصَه، وهم آباؤه وأَعمامه وأَخواله وأَهلُ بيته؛ قال جرير: فما شَجَراتُ عِيصكَ، في قُرَيْشٍ، بِعَشّات الفُروعِ، ولا ضَواحِي وعِيصُ الرجل: مَنعبِتُ أَصله. وأَعْياصُ قُريش: كرامُهم يَنْتَمُون إِلى عِيصٍ، وعِيصٌ في آبائهم؛ قال العجاج: من عِيصِ مَرْوانَ إِلى عِيصِ غِطَمْ قال: والمَعِيصُ كما تقول المَنْبِت وهو اسم رجل؛ وأَنشد: ولأَثأَرَنّ رَبِيعةَ بن مُكَدَّمٍ، حتى أَنالَ عُصَيّة بنَ مَعِيص قال شمر: عِيصُ الرجل أَصله؛ وأَنشد: ولِعَبْدِ القَيْسِ عِيصٌ أَشِبٌ، وقَنِيبٌ وهِجاناتٌ ذُكُرْ والعِيصَانُ: من مَعادِن بِلاد العرب. والمَنْبِتُ مَعِيصٌ. والأَعياصُ من قريش: أَولاد أُمَيّة بن عبد شمس الأَكبر، وهم أَربعة: العاصُ وأَبو العاص والعِيصُ وأَبو العِيص. أَبو زيد: من أَمثالهم في استعطاف الرجل صاحبَه على قريبه وإِن كانوا له غير مُسْتأْهِلين قولهم: منكَ عِيصُك وإِن كان أَشِباً؛ قال أَبو الهيثم: وإِن كان أَشِباً أَي وإِن كان ذا شَوْكٍ داخلاً بعضُه في بعض، وهذا ذمٌّ. وأَما قوله: ولعبد القيس عيص أَشب فهو مدح لأَنه أَراد به المنفعة والكثرة؛ وفي كلام الأَعشى. وقَذَفَتْنِي بينَ عِيصٍ مُؤْتَشِبْ العِيصُ: أُصولُ الشجر. والعِيصُ أَيضاً: اسمُ موضع قُرْب المدينة على ساحل البحر له ذكر في حديث أَبي بَصِير. ويقال: هو في عِيصِ صِدْقٍ أَي في أَصلِ صِدْق. والعِيصُ: السِّدْرُ الملتفّ الأُصولِ، وقيل: الشجرُ الملتفّ النابت بعضه في أُصول بعض يكون من الأَراكِ ومن السِّدْر والسَّلم والعَوْسَج والنَّبْع، وقيل: هو جماعة الشجر ذي الشوك، وجمع كل ذلك أَعياصٌ. قال عمارة: هو من هذه الأَصناف ومن العضاه كلها إِذا اجتمع وتدانى والْتَفّ، والجمع العِيصان. قال: وهو من الطَّرْفاء الغَيْطلةُ ومن القَصَب الأَجَمةُ، وقال الكلابي: العِيصُ ما الْتَفّ من عاسِي الشجر وكَثُرَ مثل السلم والطَّلْح والسَّيَال والسدر والسمُر والعُرْفُط والعضاه. وعِيصٌ أَشِبٌ: مُلْتَفٌّ. ويقال: جئ به من عِيصِك أَي من حيث كان. وعِيصٌ ومَعِيصٌ: رجلان من قريش. وعِيصُو بنُ إِسحق، عليه السلام: أَبو الروم. وأَبو العيص: كنية. والعَيْصاء: الشدّةُ كالعَوْصاء، وهي قليلة، وأَرى الياء مُعاقبةً.
غبص: غَبِصَت عينُه غَبَصاً: كَثُرَ الرَّمَصُ فيها من إِدامَةِ البكاء. وفي نوادر الأَعراب: أَخذْتُه مُغافَصةً ومُغابَصةً ومُرافصةً أَي أَخذته مُعازّةً؛ قال الأَزهري: لم أَجد في غَبص غيرَ قولهم أَخذته مغابصة أَي معازة.
غصص: الغصة: الشَّجَا. وقال الليث: الغُصّةُ شَجاً يُغَصُّ به في الحَرْقَدة، وغَصصْت باللقمة والماء، والجمع الغُصَصُ. والغَصَصُ، بالفتح: مصدرُ قولك غَصِصْت يا رجل تَغَصُّ، فأَنت غاصٌّ بالطعام وغصّانُ. وغَصَصْت وغَصِصْت أَغَصُّ وأَغُصُّ بها غَصّاً وغَصََصاً: شَجِيت، وخصّ بعضهم به الماء. وفي الحديث في قوله تعالى: خالصاً سائغاً للشاربين، قيل: إِنه من بَينِ المشروبات لا يَغَصُّ به شارِبُه. يقال: غَصِصْت بالماء أَغَصُّ غَصََصاً إِذا شَرِقْت به أَو وَقفَ في حَلْقِكَ فلم تكدْ تُسِيغُه. ورجل غَصّانُ: غاصٌّ؛ قال عدي بن زيد: لو بِغَيْرِ الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ، كنْتُ كالغَصّانِ بالماء اعْتِصارِي وأَغْصَصْته أَنا. قال أَبو عبيد: غَصَصْت لغة الرِّباب. والغُصّةُ: ما غَصِصْت به، وغُصَصُ الموتِ منه. وغَصَّ المكانُ بأَهْله: ضاقَ. والمنزلُ غاصٌّ بالقوم أَي ممتلئ بهم. وأَغَصَّ فلانٌ الأَرضَ علينا أَي ضَيّقها فغَصَّت بنا أَي ضاقت؛ قال الطرماح: أَغَصَّتْ عليك الأَرضَ قَحْطانُ بالقَنا، وبالهُنْدُوانِيّات والقُرَّحِ الجُرْدِ وذو الغُصّة: لقبُ رجل من فُرْسان العرب. والغَصْغَصُ: ضرْبٌ من النبات.
غفص: غافَصَ الرجلَ مُغافَصةً وغِفاصاً: أَخذه على غرّةٍ فَركِبه بمَساءة. والغافِصةُ: من أَوازِم الدهر؛ وأَنشد: إِذا نَزَلَت إِحْدَى الأُمورِ الغَوافِص وفي نوادر الأَعراب: أَخذْتُه مُغافَصةً ومُغابَصةً ومُرافَصةً أَي أَخذْتُه مُعازّة.
غلص: الغَلْصُ: قَطْعُ الغَلْصَمةِ.
غمص: غَمَصَه وغَمِصَه يَغْمِصُه ويَغْمَصُه غَمْصاً واغْتَمَصَه: حَقَّرَه واسْتَصْغَره ولم يره شيئاً، وقد غَمِصَ فلانٌ يَغْمَصُ غَمَصاً، فهو أَغْمَصُ. وفي حديث مالك بن مُرَارة الرَّهَاوِيّ: أَنه أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إِني أُوتِيتُ من الجَمالِ ما تَرى فما يسُرُّني أَن أَحداً يَفْضُلني بشِرَاكي فما فوقها فهل ذلك من البَغْي؟ فقال رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم: إِنما ذلك مَنْ سَفِهَ الحقَّ وغَمَطَ الناس، وفي بعض الرواية: وغَمَصَ الناسَ أَي احْتَقَرهم ولم يَرَهم شيئاً. وفي حديث عمر أَنه قال لقَبِيصة بن جابر حين اسْتَفْتاه في قَتْلِه الصيدَ وهو مُحْرِم قال: أَتَغْمِصُ الفُتْيا وتقْتُل الصيدَ وأَنتَ مُحْرم؟ أَي تحتقر الفتيا وتَسْتَهِينُ بها. قال أَبو عبيد وغيره: غَمَصَ فلان الناس وغَمَطهم وهو الاحتقار لهم والازْدِراءُ بهم، ومنه غَمْصُ النعمة. وفي حديث عليّ: لما قَتَلَ ابنُ آدمَ أَخاه غَمَصَ اللّهُ الخلقَ، أَراد نَقَصَهم من الطول والعرض والقوّة والبَطْش فصغّرهم وحقَّرهم. وغَمَصَ النعمة غَمْصاً: تهاوَنَ بها وكفَرَها وازْدَرَى بها. واغْتَمَصْت فلاناً اغْتِماصاً: احتقرته. وغَمَصَ عليه قولاً قاله: عابَه عليه. وفي حديث الإِفك: إِن رأَيتُ منها أَمْراً أَغْمِصُه عليها أَي أَعِيبُها به وأَطْعَنُ به عليها. ورجلٌ غَمِصٌ على النسب: عَيّاب. ورجل مَغْموص عليه في حَسبَه أَو في دِينِه ومَغْموزٌ أَي مطعون عليه. وفي حديث توبة كعب: إِلاَّ مَغْموصاً عليه بالنِّفَاق أَي مطعوناً في دِينه متَّهماً بالنفاق. والغَمَصُ في العين: كالرَّمَص. وفي حديث ابن عباس: كان الصبيان يُصْبِحُون غُمْصاً رُمْصاً ويُصْبِح رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم صَقِيلاً دَهِيناً يعني في صِغَره؛ وقيل: الغَمَصُ ما سالَ والرَّمَصُ ما جَمَدَ، وقيل: هو شيء تَرْمِي به العينُ مثل الزَّبَدِ، والقطعة منه غَمَصة، وقد غَمِصَت عينُه، بالكسر، غَمَصاً. ابن شميل: الغَمَصُ الذي يكون مثل الزبد أَبيض يكون في ناحية العين، والرَّمَصُ الذي يكون في أُصول الهُدْب. قال: أَنا مُتَغَمِّصٌ من هذا الخبر ومتوصِّمٌ ومُمْدَئِلٌّ ومرنّحٌ ومُغَوثٌ، وذلك إِذا كان خبراً يسُرّه ويخاف أَن لا يكون حقّاً أَو يخافه ويسره. والشِّعْرَى الغَمُوص والغُمَيْصاء ويقال الرميصاء: من منازل القمر، وهي في الذراع أَحد الكوكبين، وأُخْتُها الشعرى العَبُور، وهي التي خَلْف الجوزاءِ، وإِنما سميت الغُمَيْصاء بهذا الاسم لصِغرَها وقلة ضوئها من غَمَصِ العين، لأَن العين إِذا رَمِصَت صَغُرت. قال ابن دريد: تزعم العرب في أَخبارها أَن الشِّعْرَيَين أُخْتا سُهَيْلٍ وأَنها كانت مجتمعة، فانحدَرَ سُهَيْلٌ فصار يمانيّاً، وتَبِعَتْه الشعرى اليمانية فعَبَرت البحرَ فسُمِّيت عبُوراً، وأَقامت الغُمَيصاءُ مكانَها فبَكَتْ لِفَقْدِهما حتى غَمِصت عينُها، وهي تصغير الغَمْصاء، وبه سميت أُم سليم الغَمْصاء، وقيل: إِن العَبُور ترىى سُهَيلاً إِذا طلَع فكأَنّها تَسْتَعْبر، والغُمَيصاء لا تراه فقد بَكتْ حتى غَمِصت، وتقول العرب أَيضاً في أَحاديثها: إن الشعرى العَبور قطعت المَجَرَّةَ فسميت عَبُوراً، وبكت الأُخرى على إِثْرها حتى غَمِصَت فسميت الغُمَيصاء. وفي الحديث في ذكر الغُمَيصاء: هي الشعرى الشاميّةُ وأَكبرُ كوكبي الذراع المقبوضة. والغُمَيْصاءُ: موضع بناحية البحر. وقال الجوهري: الغُمَيْصاء اسم موضع، ولم يُعَيّنْه. قال ابن بري: قال ابن ولاّد في المقصور والممدود في حرف الغين: والغُمَيْصاء موضع، وهو الموضع الذي أَوْقَعَ فيه خالدُ بنُ الوليد ببَني جَذِيمةَ من بني كنانة؛ قالت امرأَة منهم: وكائِنْ تَرى يوم الغُمَيْصاء من فَتىً أُصِيبَ، ولم يَجْرَحْ، وقد كان جارحا وأَنشد غيره في الغُمَيْصاء أَيضاً: وأَصبحَ عنّي بالغُمَيْصاء جالساً فَرِيقانِ: مسؤولٌ، وآخَرُ يَسْأَلُ قال ابن بري: وفي إِعرابه إِشكال وهو أَن قوله فريقان مرفوع بالابتداء ومسؤول وما بعده بدل منه وخبرُ المبتدإ قولهُ بالغُمَيْصاء وعني متعلق بيسأَل وجالساً حال والعامل فيه يسأَل أَيضاً، وفي أَصبح ضمير الشأن والقصة، ويجوز أَن يكون فريقان اسمَ أَصبح وبالغميصاء الخبر، والأَول أَظهر. والغُمَيْصاءُ: اسم امرأَة.
غنص: أَبو مالك عمرو بن كِرْكِرَة: الغَنَصُ ضِيقُ الصَّدْرِ. يقال: غَنَصَ صَدْرُه غُنوصاً.
غوص: الغَوْصُ: النُّزولُ تحت الماء، وقيل: الغَوْصُ الدخولُ في الماء، غاصَ في الماء غَوْصاً، فهو غائصٌ وغَوّاصٌ، والجمع غاصَة وغَوّاصُون. الليث: والغَوْصُ موضع يُخْرَج منه اللؤلؤ. والغَوّاصُ: الذي يَغُوصُ في البحر على اللؤلؤ، والغاصةُ مُسْتخرجُوه، وفعله الغِياصة. قال الأَزهري: يقال للذي يَغُوصُ على الأَصداف في البحر فيستخرجها غائصٌ وغَوّاصٌ، وقد غاصَ يغُوصُ غَوْصاً، وذلك المكان يقال له المَغاصُ، والغَوْصُ فعل الغائص، قال: ولم أَسمع الغَوْصَ بمعنى المَغاصِ إِلا لليث. وفي الحديث: إِنه نَهَى عن ضَرْبةِ الغائص، هو أَن يقول له أَغُوصُ في البحر غَوْصةً بكذا، فما أَخْرَجْتُه فهو لك، وإِنما نَهَى عنه لأَنه غَرَرٌ. والغَوْصُ: الهجوم على الشيء، والهاجِمُ عليه غائصٌ. والغائصة: الحائضُ التي لا تُعْلِم أَنها حائض. والمُتَغَوِّصةُ: التي لا تكون حائضاً فتخبر زوجها أَنها حائض. وفي الحديث: لُعِنَت الغائصةُ والمُتَغَوِّصة، وفي رواية: والمُغَوِّصة، فالغائصة الحائض التي لا تُعْلم زَوْجَها أَنها حائض ليجتَنِبَها فيُجامِعُها وهي حائض، والمُغَوِّصة التي لا تكون حائضاً فتكذِبُ فتقول لزوجها إِني حائض.
فترص: فَتْرَصَ الشيءَ: قَطَعه.
فحص: الفَحْصُ: شدةُ الطلب خِلالَ كل شيء؛ فَحَص عنه فَحْصاً: بَحَثَ، وكذلك تفَحّصَ وافْتَحَصَ. وتقول: فَحَصْت عن فلان وفَحَصْت عن أَمرِهِ لأَعْلَمَ كُنْهَ حالهِ، والدجاجة تَفْحَصُ برجْلَيها وجناحيها في التراب تتخذ لنفسها أُفْحُوصةً تبيض أَو تَجْثِمُ فيها. ومنه حديث عمر: إن الدُّجاجة لتَفْحَصُ في الرمادِ أَي تَبْحَثُه وتتمرّغُ فيه. والأُفْحُوص: مَجْثَمُ القَطاة لأَنها تَفْحَصُه، وكذلك المفْحَصُ؛ يقال: ليس له مَفْحَصُ قطاة؛ قال ابن سيده: والأُفْحوصُ مَبِيصُ القطا لأَنّها تَفْحَص الموضع ثم تبيض فيه، وكذلك هو للدجاجة؛ قال الممزَّق العبدي:وقد تَخِذَتْ رِجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها نَسِيفاً كأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ قال الأَزهري: أَفاحيصُ القطا التي تُفَرِّخ فيها، ومنه اشتقَّ قول أَبي بكر، رضي اللّه عنه: فحَصُوا عن أَوْساطِ الرُّؤوس أَي عَمِلُوها مثلَ أَفاحيص القَطا. ومنه الحديث المرفوع: مَنْ بَنَى للّه مسجداً ولو كمَفْحَص قَطاة بَنى اللّه له بَيْتاً في الجنة، ومَفْحَصُ القطاة: حيث تُفَرِّخ فيه من الأَرض. قال ابن الأَثير: هو مَفْعَل من الفَحْص كالأُفْحُوصِ وجمعه مَفاحِصُ. وفي الحديث: أَنه أَوْصَى أُمَراءَ جيش مُوتةَ: وستَجِدونَ آخَرِينَ للشيطان في رؤوسهم مَفاحِصُ فافْلِقُوها بالسيوف أَي أن الشيطان قد اسْتَوْطَنَ رؤوسَهم فجعلها له مفَاحِصَ كما تَسْتَوْطِن القطا مفَاحِصَها، وهو من الاستعارات اللطيفة لأَن من كلامهم إِذا وصفوا إِنساناً بشدة الغَيّ والانهماك في الشر قالوا: قد فَرَّخ الشيطان في رأْسه وعشَّشَ في قلبه، فذهب بهذا القول ذلك المذهب. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: وسَتَجِدُ قوماً فَحصوا عن أَوساط رؤُوسهم الشعَرَ فاضْرِبْ ما فَحصوا عنه بالسيف، وفي الصحاح: كأَنهم حلَقُوا وسطها وتركوها مثلَ أَفاحِيص القطا. قال ابن سيده: وقد يكون الأُفْحوص للنعام. وفَحص للخُبْزَةِ يَفْحَصُ فَحْصاً: عَمِلَ لها موضعاً في النار، واسم الموضع الأُفْحوص. وفي حديث زواجِه بزينب ووليمتِه: فُحِصَتِ الأَرضُ أَماحِيصَ أَي حُفِرَت. وكلُّ موضعٍ فُحِصَ أُفْحُوصٌ ومَفْحَصٌ؛ فأَما قول كعب بن زهير: ومَفْحَصُها عنها الحَصَى بِجِرانِها، ومَثْنَى نواجٍ، لم يَخُنْهُنَّ مَفْصِل فإِنما عنى بالمَفْحَص ههنا الفحْصَ لا اسم الموضع لأَنه قد عدّاه إِلى الحصى، واسمُ الموضع لا يتعدى. وفَحَص المطرُ الترابَ يَفْحَصُه: قَلَبه ونَحَّى بعضَه عن بعض فجعله كالأُفْحُوصِ. والمطرُ يَفْحَصُ الحصى إِذا اشتدَّ وقْعُ غَيْثِه فقَلَبَ الحَصَى ونحَّى بعضَه عن بعض. وفي حديث قُسٍّ: ولا سمِعْتُ له فَحْصاً أَي وَقْعَ قدَمٍ وصوتَ مَشْيٍ. وفي حديث كعب: إِن اللّه بارَكَ في الشأْم وخَصَّ بالتقْديس من فَحْصِ الأُرْدُنِّ إِلى رَفَحَ؛ الأُرْدُنُّ: النهر المعروف تحت طَبَرِيَّةَ، وفَحْصُه ما
بُسِطَ منه وكُشِفَ من نواحيه، ورَفَحُ قرية معروفة هناك. وفي حديث الشفاعة: فانطَلَقَ حتى أَتى الفَحْصَ أَي قُدَّامَ العرش؛ هكذا فسر في الحديث ولعله من الفَحْص البَسْط والكَشْف. وفَحص الظَّبْيُ: عدَا عدْواً شديداً، والأَعْرَفُ مَحَصَ. والفَحْصُ: ما استوى من الأَرض، والجمع فُحُوص. والفَحْصَةُ: النُّقْرَةُ التي تكون في الذَّقَنِ والخدَّينِ من بعض الناس. ويقال: بينهما فِحاصٌ أَي عَداوةٌ. وقد فاحَصَني فلان فِحَاصاً: كأن كل واحد منهما يَفْحَصُ عن عيب صاحبه وعن سِرِّه. وفلان فَحِيصِي ومُفاحِصِي بمعنى واحد.
فرص: الفُرْصةُ: النُّهْزَةُ والنَّوْبةُ، والسين لغة، وقد فَرَصَها فَرْصاً وافْتَرَصَها وتَفَرَّصها: أَصابَها، وقد افْتَرَصْتُ وانتَهَزْتُ. وأَفْرَصَتْكَ الفُرْصةُ: أَمْكَنَتْكَ. وأَفْرَصَتْني الفُرْصةُ أَي أَمكَنَتْني، وافْتَرَصْتُها: اغتَنَمْتُها. ابن الأَعرابي: الفَرْصاءُ من النُّوقِ التي تقوم ناحيةً فإِذا خلا الحوضُ جاءَت فشربت؛ قال الأَزهري: أُخِذَت من الفُرْصة وهي النُّهْزَة. يقال: وجد فلان فُرْصةً أَي نهزة. وجاءت فُرْصَتُكَ من البئر أَي نَوْبَتُك. وانتَهَزَ فلانٌ الفُرْصةَ أَي اغتَنَمَها وفازَ بها. والفُرْصةُ والفِرْصةُ والفَرِيصة؛ الأَخيرة عن يعقوب: النوبة تكون بين القوم يتناوَبُونها على الماء. قال يعقوب: هي النوبة تكون بين القوم يَتَناوبونها على الماء في أَظمائهم مثل الخِمْس والرِّبْع والسِّدْس وما زاد من ذلك، والسين لغة؛ عن ابن الأَعرابي. الأَصمعي: يقال: إِذا جاءت فُرْصَتُكَ من البئر فأَدْل، وفُرْصَتُه: ساعتُه التي يُسْتَقَى فيها. ويقال: بنو فلان يَتَفَارَصُون بئرهم أَي يَتناوَبُونها. الأُموي: هي الفُرْصة والرُّفْصة للنوبة تكون بين القوم يَتناوَبونها على الماء. الجوهري: الفُرْصة الشِّرْبُ والنوبة. والفَرِيصُ: الذي يُفارِصُك في الشِّرْب والنوبة. وفُرْصةُ الفرس: سَجِيَّتُهُ وسَبْقُه وقوّته؛ قال: يَكسُو الضّوَى كل وَقَاحٍ منْكبِ، أَسْمَرَ في صُمِّ العَجايا مُكْرَبِ، باقٍ على فُرْصَتِه مُدَرَّبِ وافْتُرِصَتِ الوَرَقةُ: أُرْعِدَت. والفَرِيصةُ: لحمة عند نُغْضِ الكتف في وسط الجنب عند مَنْبِض القَلْب، وهما فَرِيصَتان تَرْتَعِدان عند الفزع. وفي الحديث: أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِني لأَكْرَه أَن أَرَى الرجلَ ثائراً فَرِيصُ رَقَبَتِه قائماً على مُرَيَّتِه يَضْرِبُها؛ قال أَبو عبيد: الفَرِيصةُ المُضْغةُ القليلة تكون في الجنب تُرْعَد من الدابة إِذا فَزِعَت، وجمعها فَرِيصٌ بغير أَلف، وقال أَيضاً: هي اللحمة التي بين الجَنْب والكتف التي لا تزال تُرْعَد من الدابة، وقيل: جمعها فَرِيصٌ وفَرائِصُ، قال الأَزهري: وأَحْسَبُ الذي في الحديث غيرَ هذا وإِنما أَراد عَصَبَ الرقبة وعُروقَها لأَنها هي التي تَثُور عند الغضب، وقيل: أَراد شعَرَ الفَرِيصة، كما يقال: فلان ثائرُ الرأْس أَي ثائرُ شعر الرأْس، فاستعارَها للرقبة وإِن لم يكن لها فَرائصُ لأَن الغَضب يُثِيرُ عُروقَها. والفَرِيصةُ: اللحمُ الذي بين الكتف والصدر؛ ومنه الحديث: فجيءَ بهما تُرْعَدُ فرائِصُهما أي تَرْجُفُ. والفَرِيصةُ: المُضْغَةُ التي بين الثدي ومَرْجِع الكتف من الرجل والدابة، وقيل: الفَرِيصة أَصلُ مرجع المرفقين. وفَرَصَه يَفْرِصُه فَرْصاً: أَصابَ فَرِيصَته، وفُرِصَ فَرَصاً وفُرِصَ فَرْصاً: شكا فَرِيصَتَه. التهذيب: وفُرُوصُ الرقبة وفَرِيسُها عروقها. الجوهري: وفَرِيصُ العنُقِ أَوداجُها، الواحدة فَرِيصة؛ عن أَبي عبيد؛ تقول منه: فَرَصْته أَي أَصبت فَرِيصَته، قال: وهو مقتلٌ. غيره: وفَرِيصُ الرقبة في الحدَبِ عروقُها. والفَرْصةُ: الريح التي يكون منها الحدَبُ، والسين فيه لغة. وفي حديث قيلة: أَن جُوَيرِية لها كانت قد أَخَذَتْها الفَرْصةُ. قال أَبو عبيد: العامة تقول لها الفَرْسةُ، بالسين، والمسموع من العرب بالصاد، وهي ريحُ الحدَبة. والفَرْسُ، بالسين: الكسرُ. والفَرْصُ: الشّقُّ. والفَرْصُ: القطعُ. وفَرَصَ الجِلْدَ فَرْصاً: قطَعَه. والمِفْرَصُ والمِفْراصُ: الحديدةُ العريضةُ التي يقطع بها، وقيل: التي يُقعطَع بها الفضةُ؛ قال الأَعشى: وأَدْفَعُ عن أَعراضِكم، وأُعِيرُكمْ لِساناً، كمِفْراصِ الخَفاجيِّ، مِلْحَبا وفي الحديث: رفَعَ اللّهُ الحَرَجَ إِلا مَنِ افْتَرَصَ مُسْلِماً ظُلْماً. قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ بالفاء والصاد المهملة من الفَرْصِ القَطْع أَو من الفُرْصَةِ النُّهْزَة، يقال: افْتَرَصَها انتَهَزَها؛ أَراد إِلا مَنْ تمكَّنَ من عِرْضِ مسْلمٍ ظُلْماً بالغِيبَة والوَقِيعة. ويقال: افْرِصْ نَعْلَكَ أَي اخْرِقْ في أُذُنِها للشِّرَاك. الليث: الفَرْصُ شَقُّ الجلد بحديدة عريضة الطَّرَف تَفْرِصُه بها فَرْصاً كما يَفْرِصُ الحَذَّاءُ أُذُنَي النعل عند عقبهما بالمِفْرَص ليجعل فيهما الشِّراك؛ وأَنشد: جَوادٌ حِينَ يَفْرِصُه الفَرِيصُ يعني حين يشُقُّ جلده العرَقُ. وتَفْرِيصُ أَسْفل نَعْلِ القِرابِ: تَنْقِيشُه بطرف الحديد. يقال: فَرَّصْت النعلَ أَي خرَقْت أُذنيها للشراك. والفرْصةُ والفَرْصة والفُرْصَة؛ الأَخيرتان عن كراع: القطعةُ من الصوف أَو القطن، وقيل: هي قطعة قطن أَو خرقة تَتَمسَّح بها المرأَة من الحيض. وفي الحديث: أَنه قال للأَنصارية يصف لها الاغتسال من المحيض: خُذِي فِرْصةً مُمَسَّكةً فتطهَّري بها أَي تتبَّعي بها أَثر الدم، وقال كراع: هي الفَرْصة، بالفتح، الأَصمعي: الفِرْصةُ القطعة من الصوف أَو القطن أَو غيره أُخِذَ من فَرَصْت الشيءَ أَي قطعته، وفي رواية: خُذِي فِرْصةً من مِسْك، والفِرْصة القطعة من المسك؛ عن الفارسي حكاه في البَصْرِيّات له؛ قال ابن الأَثير: الفِرْصة، بكسر الفاء، قطعة من صوف أَو قطن أَو خرقة. يقال: فَرَصت الشيء إِذا قطعته، والمُمَسّكَة: المُطَيّبَة بالمسك يُتْبَعُ بها أَثر الدم فيحصل منه الطيب والتنشيف. قال: وقوله من مِسْك، ظاهره أن الفِرْصة منه، وعليه المذهب وقولُ الفقهاء. وحكى أَبو داود في رواية عن بعضهم: قَرْصةً، بالقاف، أَي شيئاً يسيراً مثل القَرْصة بطرف الأُصبعين. وحكى بعضهم عن ابن قتيبة قَرْضةً، بالقاف والضاد المعجمة، أَي قطعة من القَرْض القطع. والفَرِيصةُ: أُمّ سُوَيد. وفِرَاصٌ: أَبو قبيلة. ابن بري: الفِراصُ هو الأَحمر؛ قال أَبو النجم. ولا بِذَاكَ الأَحْمرِ الفِرَاصِ
فرفص: الفِرْفاصُ: الفحلُ الشديدُ الأَخذِ. وقال اللحياني: قال الخُسُّ لِبِنتِه: إِني أُريد أَن لا أُرسِلَ في إِبلي إِلا فحلاً واحداً، قالت: لا يُجْزِئُها إِلا رَباعٌ فِرْفاصٌ أَو بازِلٌ خُجَأَةٌ؛ الفِرْفاصُ: الذي لا يزال قاعياً على كل ناقة. وفُرافِصٌ وفُرَافِصة: من أَسماء الأَسد. وفُرافِصة: الأَسد، وبه سمي الرجل فُرافِصة. ابن شميل: الفُرَافِصةُ: الصغيرُ من الرجال. ورجل فُرافِصٌ وفُرافِصةٌ: شديد ضخم شجاع. وفَرافِصةُ: اسم رجل. والفَرافِصةُ: أَبو نائلةَ امرأَةِ عثمان، رضي اللّه عنه، ليس في العرب من تَسَمَّى بالفَرافِصة بالأَلف واللام غيره. قال ابن بري: حكى القالي عن ابن الأَنباري عن أَبيه عن شيوخِه قال: كل ما في العرب فُرافِصةُ، بضم الفاء، إِلا فَرَافِصةَ أَبا نائلة امرأَة عثمان، رحمه اللّه، بفتح الفاء لا غير.
فصص: فَصُّ الأَمرِ: أَصلُه وحقيقتُه. وفَصُّ الشيءِ: حقيقتُه وكُنْهُه، والكُنْهُ: جوهرُ الشيء، والكُنْهُ: نهاية الشيء وحقيقتُه. يقال: أَنا آتيكَ بالأَمر من فَصِّه يعني من مخرجه الذي قد خرج منه؛ قال الشاعر: وكم من فتى شاخِص عَقْلُه، وقد تَعْجَبُ العينُ من شَخْصِه ورُبّ امْرِئٍ تَزْدَرِيه العُيون، ويَأْتِيكَ بالأَمر من فَصِّه ويروى: ورُبّ امرئٍ خِلْتَهُ مائِقاً ويروى: وآخَرَ تحسَبه جاهلا وفصُّ الأَمرِ: مَفْصِلُه. وفَصُّ العينِ: حَدَقَتُها. وفصُّ الماء: حَبَبُه. وفَصُّ الخمرِ: ما يُرى منها. والفَصُّ: المَفْصِل، والجمع من كل ذلك أَفُصٌّ وفُصوص، وقيل: المَفاصِلُ كلها فُصوص، واحدها فَصّ إِلا الأَصابع فإِن ذلك لا يقال لمفاصلها. أَبو زيد: الفُصوصُ المفاصل في العظام كلها إِلا الأَصابع. قال شمر: خولف أَبو زيد في الفصوص فقيل إِنها البَراجِم والسُّلامَيات. ابن شميل في كتاب الخيل: الفصوص من الفَرس مفاصلُ ركبتيه وأَرساغه وفيها السلامَيات وهي عظامُ الرُّسْغَيْن؛ وأَنشد غيره في صفة الفحل من الإِبل: قَرِيعُ هِجَانٍ لم تُعَذَّبْ فُصوصُه بقيدٍ، ولم يُرْكَبْ صغيراً فيُجْدَعا ابن السكيت في باب ما جاء بالفتح: يقال فَصُّ الخاتَم، وهو يأْتيك بالأَمر من فَصِّه يُفَصِّلُه لك. وكل مُلْتَقَى عظمين، فهو فَصٌّ. ويقال للفرس: إِن فُصُوصَه لَظِماء أَي ليست برَهِلة كثيرة اللحم، والكلام في هذه الأَحرف الفتح. الليث: الفَصُّ السِّنُّ من أَسْنان الثُّوم، والفَصافِصُ واحدتُها فِصْفِصَةٌ. وفَصُّ الخاتم وفِصُّه، بالفتح والكسر: المُرَكَّبُ فيه، والعامة تقول فِصّ، بالكسر، وجمعه أَفُصٌّ وفُصوصٌ وفِصاصٌ والفَصُّ المصدر، والفِصُّ الاسم. وفَصُّ الجُرْحُ يَفِصُّ فَصيصاً، لغة في فزّ: سال، وقيل: سالَ منه شيءٌ وليس بكثير. قال الأَصمعي: إِذا أَصابَ الإِنسانَ جرحٌ فجعل يَسِيل ويَنْدَى قيل: فَصَّ يَفِصُّ فَصِيصاً، وفَزَّ يَفِزُّ فَزِيزاً. وفَصَّ العَرَقُ: رشَح. وفَصُّ الجندبِ وفَصِيصُه: صوتُه. والفَصِيص: الصوت؛ وأَنشد شمر قول امرئ القيس: يُغالِينَ فيه الجَزْءَ، لولا هَواجِرٌ جَنادِبُها صَرعَى، لهنَّ فَصِيصُ يُغالِين: يُطاوِلْنَ، يقال: غاليت فلاناً أَي طاوَلْته. وقوله لهن فَصِيص أَي صوت ضعيف مثل الصفير؛ يقول: يُطاوِلْنَ الجزء لو قدرن عليه ولكن الحَرّ يُعْجِلُهن. الليث: فصُّ العين حدقتُها؛ وأَنشد: بمُقْلةٍ تُوقِدُ فَصّاً أَزْرقا ابن الأَعرابي: فَصْفَصَ إِذا أَتَى بالخَبرِ حَقّاً. وانفَصَّ الشيءُ من الشيءِ وانْفَصَى: انفصل. قال أَبو تراب: قال حترش فَصَصْت كذا من كذا وافْتَصَصْته أَي فصلته وانتزعته، وانْفَصَّ منه أَي انفصل منه، وافْتَصَصْتُه افْتَرَزْته. الفراء: أَفْصَصْت إِليه من حَقِّه شيئاً أَي أَخْرَجْت، وما اسْتَفَصَّ منه شيئاً أَي ما استخرج، وأَفصَّ إِليه من حقه شيئاً أَعطاه، وما فَصَّ في يديه منه شيء يَفِصُّ فَصّاً أَي ما حصل. ويقال: ما فَصَّ في يدي شيء أَي ما بَرَدَ؛ قال الشاعر: لأُمِّكَ وَيْلةٌ، وعليكَ أُخرى، فلا شاةٌ تَفِصُّ ولا بَعِيرُ والفَصِيصُ: التحرُّكُ والالتواء. والفِصْفِصُ والفِصْفِصةُ، بالكسر: الرَّطْبة، وقيل: هي القَتُّ، وقيل: هي رَطْبُ القَتِّ؛ قال الأَعشى: أَلم ترَ أَنَّ الأَرض أَصْبحَ بَطْنُها نَخِيلاً وزَرْعاً نابتاً وفَصافِصَا؟ وقال أَوس: وقارَفَتْ، وهي لم تَجْرَبْ، وباعَ لها من الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ وأَصلها بالفارسية إِسْفَسْت. والنُّمِّيِّ: الفُلوس، ونسب الجوهري هذا البيت للنابغة، وقال يصف فرساً. وفَصْفَصَ دابتَه: أَطْعَمَها إِيّاها. وفي الحديث: ليس في الفَصافِص صدَقةٌ، جمع فِصْفِصة، وهي الرَّطْبة من علَفِ الدوابّ، ويُسمى القَتّ، فاذا جفَّ فهو قَضْبٌ، ويقال فِسْفِسة، بالسين.
فعص: الفَعْصُ: الانفراجُ. وانْفَعَص الشيء: انْفَتَق. وانفَعَصْت عن الكلام: انفرجت، واللّه أَعلم.
فقص: فَقَصَ البيضةَ وكلَّ شيءٍ أَجوفَ يَفْقِصُها فَقْصاً وفَقَّصَها: كسرها، وفَقَشَها يَفْقِسُها: معناه فضَخَها، وتَفَقَّصَت عن الفَرْخ. والفقُّوصةُ: البِطِّيخةُ قبل أَن تَنْضَج، وانْفَقَصَت البيضةُ. وفي حديث الحُدَيبية: وفَقَصَ البيضةَ أَي كسرها، وبالين أَيضاً.
فلص: الانْفِلاصُ: التفلُّتُ من الكَفِّ ونحوه. وانْفَلَصَ مني الأَمرُ وانْمَلَصَ إِذا أَفْلَت، وقد فَلَّصْته وملَّصْته، وقد تَفَلَّص الرِّشاءُ من يدي وتَملَّصَ بمعنى واحد.
فوص: التَّفاوُصُ: الكلامُ، وقيل: إِنما أَصله التَّفايُصُ فقَلَبَتْها الضمةُ، وهو مذكور في فيص أَيضاً. وفي الصحاح: المُفاوَصةُ في الحديث البيان. يقال: ما أَفاصَ بكلمة، قال يعقوب: أَي ما تخَلَّصَها ولا أَبانَها.
فيص: ابن الأَعرابي: الفَيْصُ بيانُ الكلام. وفي حديث النبي، صلّى الله عليه وسلّم: كان يقولُ في مرضِه: الصلاةَ وما ملكتْ أَيمانُكم، فجعل يتكلم وما يُفِيصُ بها لِسانُه أَي ما يُبِينُ. وفلانٌ ذو إِفاصة إِذا تكلَّم أَي ذو بيان. وقال الليث: الفَيْصُ من المُفاوَصة وبعضهم يقول مُفَايصة. وفاصَ لِسانُه بالكلام يَفِيص وأَفاصَه أَبانَه. والتفاوُصُ: التكالم منه انقلبت واواً للضمة، وهو نادر، وقياسه الصحة. وأَفاصَ الضَّبُّ عن يده: انفرجت أَصابعُه عنه فخَلَص. الليث: يقال قَبَضْت على ذنب الضَّبِّ فأَفاصَ من يَدِي حتى خلَص ذَنبه وهو حين تنفرج أَصابعُك عن مقْبِض ذنبه، وهو التفاوُص. وقال أَبو الهيثم: يقال قبضت عليه فلم يَفِصْ ولم يَنْزُ ولم يَنُصْ بمعنى واحد. قال: ويقال واللّه ما فِصْت كما يقال: واللّه ما بَرِحْت؛ قال ابن بري: ويقال في معناه اسْتفاصَ؛ قال الأَعشى: وقد أَعْلَقَتْ حَلَقات الشَّباب، فأَنَّى لِيَ اليومَ أَن أَسْتَفِيصا؟ قال الأَصمعي: قولهم ما عنه مَحِيصٌ ولا مَفِيصٌ أَي ما عنه مَحِيدٌ. وما استطعت أَن أَفِيصَ منه أَي أَحِيدَ؛ وقول امرئِ القيس: مَنابِتُه مِثْل السَّدوسِ، ولَوْنُه كشَوْكِ السَّيال، فهو عَذْبٌ يَفِيص قال الأَصمعي: ما أَدْرِي ما يَفِيص، وقال غيره: هو من قولهم فاصَ في الأَرض أَي قَطَر وذَهَب. قال ابن بري: وقيل يفيص يَبْرُق، وقيل يتكلم، يقال: فاصَ لِسانُه بالكلام وأَفاصَ الكلامَ أَبانَه، فيكون يَفِيصُ على هذا حالاً أَي هو عَذْبٌ في حال كلامه. ويقال: ما فِصْتُ أَي ما بَرِحْت، وما فِصْتُ أَفعل أَي ما بَرِحْت، وما لكَ عن ذلك مَفِيصٌ أَي مَعْدِلٌ؛ عن ابن الأَعرابي.
قبص: القَبْصُ: التناوُلُ بالأَصابع بأَطْرافِها. قَبَصَ يَقْبِصُ قَبْصاً: تناوَلَ بأَطراف الأَصابع، وهو دون القَبْصِ. وقرأَ الحسن: فقَبَصْت قُبْصةً من أَثَر الرسول، وقيل: هو اسم الفعل، وقراءَة العامة: فقَبَضْت قَبْضةً. الفراء: القَبْضةُ بالكفِّ كلها، والقَبْصة بأَطراف الأَصابع، والقُبْصَة والقَبْصةُ: اسم ما تَناوَلْتَه بعينه، والقَبِيصةُ: ما تناوَلْته بأَطراف أَصابعك، والقَبْصةُ من الطعام: ما حَمَلَتْ كَفَّاك. وفي الحديث: أَنه دَعَا بتَمْرٍ فجعل بِلالٌ يجيءُ به قُبَصاً قُبَصاً؛ هي جمع قُبْصةٍ، وهي ما قُبِصَ كالغُرْفةِ لما غُرِفَ. وفي حديث مجاهد في قوله تعالى: وآتوا حَقَّه يومَ حصادِه، يعني القُبَصَ التي تُعْطَى الفُقراءَ عند الحصاد. ابن الأَثير: هكذا ذكر الزمخشري حديثَ بلال ومجاهد في الصاد المهملة وذكرهما غيره في الضاد المعجمة، قال: وكلاهما جائزان وإِن اختلفا؛ ومنه حديث أَبي بردة: انْطَلَقْتُ مع أَبي بكر ففَتَح باباً فجعل يَقْبِصُ لي من زَبِيب الطائف. والقَبِيصُ والقَبِيصةُ: الترابُ المجموع. وقِبْصُ النملِ وقَبْصُه: مُجْتَمعُه. الليث: القِبْصُ مُجْتَمَعُ النمل الكبير الكثير. يقال: إِنهم لَفِي قِبْصِ الحصى أَي في كثرتها لا يُسْتطاع عَدُّه من كثرته. والقِبْصُ والقَبْصُ: العدَد الكثير، وفي الصحاح: العددُ الكثير من الناس. وفي الحديث: فتخرج عليهم قَوَابِص أَي طوائف وجماعات، واحدَتُها قابِصةٌ؛ قال الكميت: لكم مَسْجِدا اللّه المزُوران، والحصى لكم قِبْصُه من بين أَثْرَى وأَقْتَرا أَي من بين مُثْر ومُقِلٍّ، وفي الحديث: أَن عمر، رضي اللّه عنه، أَتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده قِبْصٌ من الناس؛ أَبو عبيدة: هو العدد الكثير، وهو فِعْلٌ بمعنى مفعول، من القَبْص. يقال: إِنهم لفي قِبص الحصى. والقَبَصُ: الخِفَّةُ والنشاط؛ عن أَبي عمرو. وقد قَبِصَ الرجلُ، فهو قَبِيصٌ. والقَبْصُ والقِبِصَّى: عَدْوٌ شديدٌ، وقيل: عَدْوٌ كأَنه يَنْزُو فيه، وقد قَبَصَ يَقْبِصُ؛ قال الأَزهري في ترجمة قبض: وتَعْدُو والقِبِضَّى قبل عَيْرٍ وما جَرَى، ولم تَدْرِ ما بالِي، ولم أَدْرِ ما لها قال: والقِبِضَّى والقِمِصَّى ضرب من العَدْوِ فيه نَزْوٌ. وقال غيره: قَبَصَ، بالصاد المهملة، يَقْبِصُ إِذا نزَا، فهما لغتان، قال: وأَحسب بيت الشماخ يروى: وتَعْدُو والقِبِصَّى، بالصاد المهملة؛ وقال ابن بري: أَبو عمرو يَرْوِيه القِبِضَّى، بالضاد المعجمة، مأْخوذ من القَباضة وهي السُّرعة، ووجه الأَول أَنه مأْخوذ من القَبَص وهو النشاط، ورواه المُهَلَّبيُّ القِمِصَّى وجعله من القِماصِ. وفي حديث الإِسراء والبُراقِ: فعَمِلَت بأُذُنَيها وقَبَصَت أَي أَسرعت. وفي حديث المعتدّة للوفاة: ثم تُؤْتى بدابةٍ شاةٍ أَو طيرٍ فتَقْبِصُ به؛ قال ابن الأَثير: قال الأَزهري رواه الشافعي بالقاف والباء الموحدة والصاد المهملة، أَي تعدُو مسرعة نحوَ مَنْزِل أَبَوَيْها لأَنها كالمُسْتَحْيِيَةِ من قُبْحِ مَنْظَرِها؛ قال ابن الأَثير: والمشهور في الرواية بالفاء والتاء المثناة والضاد المعجمة. التهذيب: يقال قَبَصَ الفرسُ يَقْبِصُ إِذا نزا؛ قال الشاعر يصف ركاباً: فيَقْبِضْنَ من سادٍ وعادٍ وواخدٍ، كما انْصاعَ بالسِّيِّ النعامُ النوافرُ والقَبُوصُ من الخيل الذي إِذا رَكَض لم يَمَسَّ الأَرض إِلا أَطرافُ سَنابِكه من قُدُم؛ قال الشاعر: سَلِيم الرَّجْع طَهْطاه قَبُوص وقيل: هو الوَثِيقُ الخَلْق. والقَبْصُ والقَبَصُ: وجَعٌ يُصِيبُ الكبد عن أَكل التمر على الريق وشُرْب الماء عليه؛ قال الراجز: أَرُفْقَةٌ تَشْكُو الجُحافَ والقَبَصْ، جلودُهم أَلْيَنُ من مَسِّ القُمُصْ ويروى الحُجاف، تقول منه: قَبِصَ الرجلُ، بالكسر. وفي حديث أَسماء قالت: رأَيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في المنام فسأَلني: كيف بَنُوكِ؟ قلتُ: يُقْبَصُون قَبْصاً شديداً، فأَعطاني حَبّة سوداء كالشُّونِيز شِفاء لهم، وقال: أَما السامُ فلا أَشْفي منه، يُقْبَصُون أَي يُجْمع بعضهم إِلى بعض من شدة الحُمّى. والأَقْبَصُ من الرجال: العظيمُ الرأْس، قَبِصَ قَبَصاً. والقَبَصُ: مصدر قولك هامةٌ قَبْصاءُ عظيمةٌ ضخمة مرتفعة؛ قال الراجز: بهامةٍ قَبْصاءَ كالمِهْراسِ والقَبَصُ في الرأْس: ارتفاعٌ فيه وعِظَم؛ قال الشاعر: قَبْصاء لم تُفْطَحْ ولم تُكَتّل يعني الهامة. وفي الحديث: من حينَ قَبِصَ أَي شَبَّ وارتفع. والقَبَصُ: ارتفاعٌ في الرأْس وعِظَمٌ. والقَبْصةُ: الجرادةُ الكبيرة؛ عن كراع. والمِقْبَصُ: المِقْوَسُ وهو الحَبْل الذي يُمدّ بين أَيدي الخيل في الحَلْبة إِذا سوبق بينها؛ ومنه قولهم: أَخَذْتُ فلاناً على المقْبَص وقَبِيصةُ: اسم رجل وهو إِياس بن قَبِيصة الطائي.
قرص: القَرْص بالأُصبعين، وقيل: القَرْص التَّجْمِيشُ والغَمْز بالأُصبع حتى تُؤْلمه، قرَصَه يَقْرُصه، بالضم، قَرْصاً. وقَرْصُ البراغيثِ: لَسْعُها. ويقال مثلاً: قَرَصَه بلسانه. والقارِصةُ: الكلمةُ المؤْذية؛ قال الفرزدق: قوارِصُ تَأْتِيني وتَحْتَقِرونَها، وقد يَمْلأُ القَطْرُ الإِناءَ فَيُفْعَم وقال الليث: القَرْصُ باللسان والأُصبع. يقال: لا يزال تَقْرُصُني منه قارِصةٌ أَي كلمة مؤذية. قال: والقَرْص بالأَصابع قَبْضٌ على الجلد بأُصبعين حتى يُؤلَم. وفي حديث عليّ: أَنه قَضى في القارِصة والقامِصَة والواقِصَة بالدِّيَة أَثلاثاً؛ هن ثلاثُ جوارٍ كُنّ يلْعَبْن فتراكَبْنَ، فقَرَصَت السُّفْلى الوُسْطى فقَمَصَت، فسَقَطت العُلْيا فوَقَصَت عُنُقَها، فجعلَ ثلثي الدية على الثِّنْثَيْن وأَسْقَطَ ثُلُثَ العُلْيا لأَنها أَعانَت على نفسِها؛ جعل الزمخشري هذا الحديث مرفوعاً وهو من كلام علي. القارِصةُ: اسمُ فاعلة من القَرْص بالأَصابع. وشراب قارِصٌ: يَحْذي اللسانَ، قَرَصَ يَقْرُص قَرْصاً. والقارِصُ: الحامِض من أَلْبان الإِبل خاصة. والقُمارِصُ: كالقارِص مثاله فُماعِلٌ، هذا فيمن جعل الميم زائدة وقد جعلها بعضهم أَصلاً وهو مذكور في موضعه، وقيل: القارصُ اللبن الذي يَحْذي اللسان فأَطلق ولم يخصص الإِبل. وفي المثل: عَدا القارصُ فحَزَر أَي جاوَزَ الحدَّ إِلى أَن حَمِضَ يعني تفاقَم الأَمْرُ واشتدَّ. وقال الأَصمعي وحده: إِذا حذى اللبنُ اللسانَ فهو قارِصٌ؛ وأَنشد الأَزهري لبعض العرب: يا رُبّ شاةٍ شاصِ في رَبْرَبٍ خِماصِ، يأْكلْن من قُرَّاصِ وحَمَصِيصٍ آصِ، كفِلَق الرَّصاصِ، يَنْظُرن من خَصاصِ بأَعْيُنٍ شَواصِ، يَنْطَحْنَ بالصَّياصي *** عارَضَها قَنَّاصُ بأَكْلُبٍ مِلاصِ آصِ: متصل مثل واص. شاص: مُنْتصبٍ. والمَقارِصُ: الأَوْعية التي يُقَرَّصُ فيها اللبن، الواحدة مِقْرَصة؛ قال القتّال الكلابي: وأَنتم أُناسٌ تُعْجِبُونَ بِرأْيكمْ *** إِذا جَعَلَتْ ما في المَقارِص تَهْدِرُ وفي حديث ابن عمير: لَقارِصٌ قُمارِصٌ يقطرُ منه البول؛ القُمارص: الشديد القَرْص، بزيادة الميم؛ أَراد اللبنَ الذي يَقْرُص اللسان من حُموضتِه، والقُمارِص تأْكيدٌ له، والميم زائدة؛ ومنه رجز ابن الأَكوع: لكن غَذاها اللبنُ الخَرِيفُ *** المَخْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ قال الخطابي: القُمارِصُ إِتباع وإِشباع؛ أَراد لبناً شديدَ الحموضة يُقْطِر بَوْلَ شارِبِه لشدة حموضته. والمُقَرَّصُ: المُقَطَّع المأْخوذ بين شيئين، وقد قَرَصَه وقَرّصَه. وفي الحديث: أَن امرأَة سأَلَته عن دم الحيضُ يُصِيبُ الثوب، فقال: قَرِّصِيه بالماء أَي قَطِّعِيه به، ويروى: اقْرُصِيه بماء أَي اغسليه بأَطراف أَصابعك، وفي حديث آخر: حُتِّيه بضِلَعٍ واقْرُصيه بماء وسدر؛ القَرْصُ: الدَّلْكُ بأَطراف الأَصابع والأَظفارِ مع صب الماء عليه حتى يذهب أَثره، والتقْرِيصُ مثله. قال: قَرَصْتُه وقَرّصْتُه وهو أَبلغ في غَسْل الدم من غسله بجميع اليد. والقُرْص: من الخبز وما أَشبهه. ويقال للمرأَة: قَرِّصي العجين أَي سويه قِرَصة. وقَرَّصَ العجين: قطعه ليبسطه قُرْصَةً قُرْصَة، والتشديد للتكثير. وقد يقولون للصغيرة جدّاً: قُرْصة واحدة، قال: والتذكير أَكثر، قال: وكلما أَخذت شيئاً بين شيئين أَو قطعته، فقد قَرَّصْته، والقُرْصةُ والقُرْصُ: القطعة منه، والجمع أَقْراصٌ وقِرَصةٌ وقِراصٌ. وقَرَصَت المرأَة العَجينَ تَقْرصُهُ قَرْصاً وقَرّصَته تَقْريصاً أَي قَطّعَتْه قُرْصَة قُرْصة. وفي الحديث: فأُتِيَ بثلاثَة قِرَصَة مِنْ شَعِير؛ القِرصَةُ، بوزن العِنَبة: جمع قُرْصٍ وهو الرغيف كجُحْر وجِحَرة. وقُرْصُ الشمس: عَيْنُها وتسمى عينُ الشمس قُرْصةً عند غيبوبتها. والقُرص: عين الشمس على التشبيه، وقد تسمى به عامةُ الشمس. وأَحمرُ قُرّاصٌ أَي أَحمر غليظ؛ عن كراع. والقُرّاصُ: نبت ينبت في السُّهولة والقِيعان والأَوْدية والجَدَدِ وزهرهُ أَصفرُ وهو حارٌّ حامض، يَقْرُص إِذا أُكِل منه شيء، واحدتُه قُرّاصةٌ. وقال أَبو حنيفة: القُرّاص ينبت نباتَ الجِرْجِير يطُول ويَسْمُو، وله زهر أَصفر تَجْرُسُه النَّخْلُ، وله حرارة كحرارة الجِرْجِير وحبٌّ صغار أَحمر والسوامُّ تحبُّه، وقد قيل: إِن القُرّاصَ البابونَج وهو نَور الأُقْحُوان إِذا يَبِس، واحدتُها قُرّاصة. والمَقارِصُ: أَرضون تُنْبِتُ القُرّاصَ. وحَلْيٌ مُقَرَّصٌ: مُرَصّعٌ بالجوهر. والقَرِِيصٌ: ضرب من الأُدْم. وقُرْصٌ: موضع؛ قال عبيد بن الأَبرص: ثم عُجْناهُنّ خُوصاً كالقطا الـ *** ـقارِبات الماء من أَيْنِ الكَلال نحوَ قُرْصٍ، ثم جالت جَوْلَة الـ *** ـخيلِ قُبّاً، عن يَمينٍ وشِمَال أَضاف الأَيْنَ إِلى الكَلال وإِن تقارب معناهما، لأَنه أَراد بالأَيْنِ الفُتور وبالكَلال الإِعْياءَ.
قرفص: القَرْفَصةُ: شَدُّ اليدين تحت الرجلين، وقد قَرْفَص قَرْفَصةً وقِرْفاصاً. وقَرْفَصْتَ الرجل إِذا شَدَدْته؛ القَرْفَصةُ: أَن تَجْمَع الإِنسان وتشُدَّ يديه ورجليه؛ قال الشاعر: ظَلَّتْ عليه عُقابُ الموتِ ساقِطةً، قد قَرْفَصَتْ رُوحَه تلك المَخالِيبُ والقَرافِصةُ: اللُّصوصُ المتجاهِرُون يُقَرْفِصُون الناس، سُمُّوا قَرافِصةً لشدّهم يدَ الأَسِير تحت رجليه. وقَرْفَصَ الشيءَ: جمعه. وجلس القِرْفِصا والقَرْفَصَا والقُرْفُصَا: وهو أَن يَجْلِسَ على أَلْيَتَيْه ويُلزِقَ فخذيه ببطنه ويَحْتَبي بيديه، وزاد ابن جني: القُرْفُصاء وقال هو على الإِتباع. والقُرْفُصاءُ: ضرْبٌ من القعودِ يُمَدّ ويُقْصَر، فإِذا قلت قعد فلان القُرْفُصاء فكأَنك قلت قَعَد قُعوداً مخصوصاً، وهو أَن يجلس على أَلْيَتَيه ويُلْصِقَ فخذيه ببطنه ويَحْتَبي بيديه يضعهُما على ساقَيه كما يحتبي بالثوب، تكون يداه مكان الثوب؛ عن أَبي عبيد. وقال أَبو المهدي: هو أَن يجلس على ركبتيه مُنْكبّاً ويُلْصِقَ بطنَه بفخذيه ويتأَبط كَفّيه، وهي جلْسة الأَعراب؛ وأَنشد: لو امْتَخَطْتَ وَبَراً وضَبّا، ولم تَنَلْ غيرَ الجمالِ كَسْبا، ولو نَكَحْتَ جُرْهُماً وكَلْبا، وقَيسَ عَيْلانَ الكِرامَ الغُلْبا، ثم جلَسْتَ القُرفُصا مُنْكبّا، تَحْكي أَعارِيبَ فلاةٍ هُلْبا، ثم اتخَذْتَ اللاتَ فينا رَبّا، ما كنتَ إِلا نَبَطِيّاً قَلْبا وفي حديث قَيْلة: أَنها وَفَدَتْ على رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، فرأَته وهو جالسٌ القُرْفُصاءَ؛ قال أَبو عبيد: القُرْفُصاءُ جِلْسةُ المحتبي إِلا أَنه لا يَحْتبي بثوب ولكنه يجعل يديه مكان الثوب على ساقيه. وقال الفراء: جلس فلان القُرْفُصاء، ممدود مضموم. وقال بعضهم: القِرْفِصَا، مكسور الأَول مقصور. قال ابن الأَعرابي: قعد القُرْفُصا، وهو أن يقعد على رجليه ويجمع ركبتيه ويقبض يديه إِلى صدره.
قرمص: القُرْمُوص والقِرْماصُ: حفرة يستدفئ فيها الإِنسان الصَّردُ من البَرْدِ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي: أَلِفَ الحَمامةُ مَدْخَلَ القِرْماصِ والجمع القرامِيص؛ قال: جاءَ الشِّتاء ولمّا أَتخِذْ رَبَضاً، يا ويْحَ كَفَّيّ من حَفْرِ القَرامِيص وقَرْمَصَ وتَقَرْمَصَ: دخل فيها وتَقَبَّض، وقَرْمَصَها وتقَرْمَصَها: عمِلَها؛ قال: فاعمِدْ إِلى أَهل الوَقِير، فإِنما يَخْشَى أَذاك مُقَرْمِصُ الزَّرْبِ والقُرْمُوص: حفرةُ الصائد. قال الأَزهري: كنت بالبادية فهبّت ريح غريبة فرأَيت مَنْ لا كِنَّ لهم من خَدَمِهم يحتفرون حُفَراً ويتقَبّضون فيها ويُلْقُون أَهْدامَهم فوقهم يَرُدُّون بذلك بَرْدَ الشَّمال عنهم، ويسمون تلك الحُفَرَ القرامِيصَ، وقد تَقَرْمَصَ الرجل في قُرْموصه. والقُرْموصُ: وكْرُ الطائر حيث يَفْحَصُ في الأَرض؛ وأَنشد أَبو الهيثم: عن ذي قرامِيصَ لها مُحَجّل قال: قَرامِيصُ ضرعها بواطنُ أَفخاذِها في قول بعضهم؛ قال: وإِنما أَراد أَنها تؤثّر لعظم ضرعها إِذا بركت مثل قُرْموصِ القطاة إِذا جَثَتْ. أَبو زيد: يقال في وجهه قِرْماصٌ إِذا كان قَصِيرَ الخدّين. والقُرْموصُ: عشّ الطائر، وخص بعضهم به عش الحمام؛ قال الأَعشى: وذا شُرُفاتٍ يقصرُ الطَّرْفُ دونه، ترى للحَمامِ الوُرْقِ فيها قَرامِصا حذف ياء قراميص للضرورة ولم يقل قراميص، وإِن احتمله الوزن لأَن القطعة من الضرب الثاني من الطويل، ولو أَتم لكان من الضرب الأَول منه، قال ابن بري: والقُرْموصُ وكر الطير، يقال منه: قَرْمَصَ الرجلُ والطائر إِذا دخلا القُرْموصَ، وأَنشد بيت الأَعشى أَيضاً. وفي مناظرة ذي الرمة ورؤبة: ما تقَرْمَص سبُعٌ قُرْموصاً إِلا بقضاء؛ القُرْموصُ: حفرة يحتفرها الرجل يَكْتَنّ فيها من البَرْد ويأْوي إِليها الصيد، وهي واسعة الجوف ضيقة الرأْس، وتَقَرْمَص السَّبُعُ إِذا دخلَها للاصطياد. وقَرامِيصُ الأَمر: سعَتُه من جوانبه؛ عن ابن الأَعرابي، واحدها قُرْموص؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا فتفهّم وَجْهَ التخليط فيه. ولَبَنٌ قُرامِصٌ: قارِصٌ.
قرنص: التهذيب في الرباعي: القَرانِيصُ خرز في أَعلى الخف، واحدُها قُرْنوصٌ. قال الأَزهري: يقال للبازي إِذا كَرَّزَ: قد قُرْنِصَ قَرْنَصةً وقُرْنِسَ. وبازٍ مُقَرْنَصٌ أَي مُقْتَنًى للاصطياد، وقد قَرْنَصْته أَي اقْتنيته. ويقال: قَرْنَصْت البازي إِذا ربطته ليسقط ريشُه، فهو مُقَرْنَص. وحكى الليث: قَرْنَسَ البازي، بالين، مبنيّاً للفاعل. وقَرْنَصَ الديكُ وقَرْنَسَ إِذا فَرّ من ديك آخر.
قصص: قَصَّ الشعر والصوف والظفر يقُصُّه قَصّاً وقَصّصَه وقَصّاه على التحويل: قَطعَه. وقُصاصةُ الشعر: ما قُصّ منه؛ هذه عن اللحياني، وطائر مَقْصُوص الجناح. وقُصَاصُ الشعر، بالضم، وقَصَاصُه وقِصاصُه، والضم أَعلى: نهايةُ منبته ومُنْقَطعه على الرأْس في وسطه، وقيل: قُصاصُ الشعر حدُّ القفا، وقيل: هو حيث تنتهي نبْتتُه من مُقدَّمه ومؤخَّره، وقيل: قُصاص الشعر نهايةُ منبته من مُقدَّم الرأْس. ويقال: هو ما استدار به كله من خلف وأَمام وما حواليه، ويقال: قُصاصَة الشعر. قال الأَصمعي: يقال ضربَه على قُصاصِ شعره ومقَصّ ومقاصّ. وفي حديث جابر: أَن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يسجد على قِصاص الشعر وهو، بالفتح والكسر، منتهى شعر الرأْس حيث يؤخذ بالمِقَصّ، وقد اقْتَصَّ وتَقَصّصَ وتقَصّى، والاسم القُصّةُ. والقُصّة من الفرس: شعر الناصية، وقيل: ما أَقْبَلَ من الناصية على الوجه. والقُصّةُ، بالضم: شعرُ الناصية؛ قال عدي بن زيد يصف فرساً: له قصّةٌ فَشَغَتْ حاجِبَيـ *** ـه، والعيْنُ تُبْصِرُ ما في الظُّلم وفي حديث سَلْمان: ورأَيته مُقَصَّصاً؛ هو الذي له جُمّة. وكل خُصْلة من الشعر قُصّة. وفي حديث أَنس: وأَنتَ يومئذ غُلامٌ ولك قَرْنانِ أَو قُصّتانِ؛ ومنه حديث معاوية: تنَاوَلَ قُصّةً من شعر كانت في يد حَرَسِيّ. والقُصّة: تتخذها المرأَة في مقدمِ رأْسها تقصُّ ناحيتَيْها عدا جَبِينها. القَصُّ: أَخذ الشعر بالمِقَصّ، وأَصل القَصِّ القَطْعُ. يقال: قصَصْت ما بينهما أَي قطعت. والمِقَصُّ: ما قصَصْت به أَي قطعت. قال أَبو منصور: القِصاص في الجِراح مأْخوذ من هذا إِذا اقْتُصَّ له منه بِجِرحِه مثلَ جَرْحِه إِيّاه أَو قتْله به. الليث: القَصُّ فعل القاصّ إِذا قَصَّ القِصَصَ، والقصّة معروفة. ويقال: في رأْسه قِصّةٌ يعني الجملة من الكلام، ونحوُه قوله تعالى: نحن نَقُصُّ عليك أَحسنَ القصص؛ أَي نُبَيّن لك أَحسن البيان. والقاصّ: الذي يأْتي بالقِصّة من فَصِّها. ويقال: قَصَصْت الشيء إِذا تتبّعْت أَثره شيئاً بعد شيء؛ ومنه قوله تعالى: وقالت لأُخْته قُصّيه؛ أَي اتّبِعي أَثَرَه، ويجوز بالسين: قسَسْت قَسّاً. والقُصّةُ: الخُصْلة من الشعر. وقُصَّة المرأَة: ناصيتها، والجمع من ذلك كله قُصَصٌ وقِصاصٌ. وقَصُّ الشاة وقَصَصُها: ما قُصَّ من صوفها. وشعرٌ قَصِيصٌ: مقصوصٌ. وقَصَّ النسّاجُ الثوبَ: قطَع هُدْبَه، وهو من ذلك. والقُصاصَة: ما قُصَّ من الهُدْب والشعر. والمِقَصُّ: المِقْراض، وهما مِقَصَّانِ. والمِقَصَّان: ما يَقُصّ به الشعر ولا يفرد؛ هذا قول أَهل اللغة، قال ابن سيده: وقد حكاه سيبويه مفرداً في باب ما يُعْتَمل به. وقصَّه يقُصُّه: قطَعَ أَطراف أُذُنيه؛ عن ابن الأَعرابي. قال: وُلدَ لِمَرْأَةٍ مِقْلاتٍ فقيل لها: قُصِّيه فهو أَحْرى أَن يَعِيشَ لكِ أَي خُذي من أَطراف
أُذنيه، ففعلَتْ فعاش. وفي الحديث: قَصَّ اللّهُ بها خطاياه أَي نقَصَ وأَخَذ. والقَصُّ والقَصَصُ والقَصْقَصُ: الصدر من كل شيء، وقيل: هو وسطه، وقيل: هو عَظْمُه. وفي المثل: هو أَلْزَقُ بك من شعرات قَصِّك وقَصَصِك. والقَصُّ: رأْسُ الصدر، يقال له بالفارسية سَرِسينه، يقال للشاة وغيرها. الليث: القص هو المُشاشُ المغروزُ فيه أَطرافُ شراسِيف الأَضلاع في وسط الصدر؛ قال الأَصمعي: يقال في مثل: هو أَلْزَمُ لك من شُعَيْراتِ قَصِّك، وذلك أَنها كلما جُزَّتْ نبتت؛ وأَنشد هو وغيره: كم تمَشَّشْتَ من قَصٍّ وانْفَحَةٍ، جاءت إِليك بذاك الأَضْؤُنُ السُّودُ وفي حديث صَفْوانَ بن مُحْرز: أَنه كان إِذا قرأَ: وسيَعْلَمُ الذين ظَلَموا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبون، بَكى حتى نقول: قد انْدَقَّ قَصَصُ زَوْرِه، وهو منبت شعره على صدره، ويقال له القصَصُ والقَصُّ. وفي حديث المبعث: أَتاني آت فقدَّ من قَصِّي إِلى شِعْرتي؛ القصُّ والقَصَصُ: عظْمُ الصدر المغروزُ فيه شَراسِيفُ الأَضلاع في وسطه. وفي حديث عطاء: كَرِه أَن تُذْبَحَ الشاةُ من قَصِّها، واللّه أَعلم. والقِصّة: الخبر وهو القَصَصُ. وقصّ عليّ خبَره يقُصُّه قَصّاً وقَصَصاً: أَوْرَدَه. والقَصَصُ: الخبرُ المَقْصوص، بالفتح، وضع موضع المصدر حتى صار أَغْلَبَ عليه. والقِصَص، بكسر القاف: جمع القِصّة التي تكتب. وفي حديث غَسْل دَمِ الحيض: فتقُصُّه بريقها أَي تعَضُّ موضعه من الثوب بأَسْنانها وريقها ليذهب أَثره كأَنه من القَصّ القطع أَو تتبُّع الأَثر؛ ومنه الحديث: فجاء واقْتصّ أَثَرَ الدم. وتقَصّصَ كلامَه: حَفِظَه. وتقَصّصَ الخبر: تتبّعه. والقِصّة: الأَمرُ والحديثُ. واقْتَصَصْت الحديث: رَوَيْته على وجهه، وقَصَّ عليه الخبَرَ قصصاً. وفي حديث الرؤيا: لا تقُصَّها إِلا على وادٍّ. يقال: قَصَصْت الرؤيا على فلان إِذا أَخبرته بها، أَقُصُّها قَصّاً. والقَصُّ: البيان، والقَصَصُ، بالفتح: الاسم. والقاصُّ: الذي يأْتي بالقِصّة على وجهها كأَنه يَتَتَبّع معانيَها وأَلفاظَها. وفي الحديث: لا يقصُّ إِلا أَميرٌ أَو مأْمورٌ أَو مُخْتال أَي لا ينبغي ذلك إِلا لأَمير يَعظُ الناس ويخبرهم بما مضى ليعتبروا، وأَما مأْمورٌ بذلك فيكون حكمُه حكمَ الأَمير ولا يَقُصّ مكتسباً، أَو يكون القاصّ مختالاً يفعل ذلك تكبراً على الناس أَو مُرائياً يُرائي الناس بقوله وعملِه لا يكون وعظُه وكلامه حقيقة، وقيل: أَراد الخطبة لأَن الأُمَراء كانوا يَلونها في الأَول ويَعظون الناس فيها ويَقُصّون عليهم أَخبار الأُمم السالفة. وفي الحديث: القاصُّ يَنْتظر المَقْتَ لما يَعْرِضُ في قِصَصِه من الزيادة والنقصان؛ ومنه الحديث: أَنّ بَني إِسرائيل لما قَصُّوا هَلَكوا، وفي رواية: لما هلكوا قَصُّوا أَي اتكَلوا على القول وتركوا العمل فكان ذلك سببَ هلاكهم، أَو العكس لما هلكوا بترك العمل أَخْلَدُوا إِلى القَصَص. وقَصَّ آثارَهم يَقُصُّها قَصّاً وقَصَصاً وتَقَصّصَها: تتبّعها بالليل، وقيل: هو تتبع الأَثر أَيَّ وقت كان. قال تعالى: فارتدّا على آثارهما قَصصاً. وكذلك اقْتَصَّ أَثره وتَقَصّصَ، ومعنى فارتدّا على آثارهما قَصَصاً أَي رَجَعا من الطريق الذي سلكاه يَقُصّان الأَثر أَي يتّبعانه؛ وقال أُمية بن أَبي الصلت: قالت لأُخْتٍ له: قُصِّيهِ عن جُنُبٍ، وكيف يَقْفُو بلا سَهْلٍ ولا جَدَدِ؟ قال الأَزهري: القصُّ اتِّباع الأَثر. ويقال: خرج فلان قَصَصاً في أَثر فلان وقَصّاً، وذلك إِذا اقْتَصَّ أَثره. وقيل: القاصُّ يَقُصُّ القَصَصَ لإِتْباعه خبراً بعد خبر وسَوْقِه الكلامَ سوقاً. وقال أَبو زيد: تقَصّصْت الكلامَ حَفِظته. والقَصِيصَةُ: البعيرُ أَو الدابةُ يُتَّبع بها الأَثرُ. والقَصيصة: الزامِلةُ الضعيفة يحمل عليها المتاع والطعام لضعفها. والقَصيصةُ: شجرة تنبت في أَصلها الكَمأَةُ ويتخذ منها الغِسْل، والجمع قَصائِصُ وقَصِيصٌ؛ قال الأَعشى: فقلت، ولم أَمْلِكْ: أَبَكْرُ بن وائلٍ متى كُنْتَ فَقْعاً نابتاً بقَصائِصا؟ وأَنشد ابن بري لامرئ القيس: تَصَيَّفَها، حتى إِذا لم يَسُغ لها حَلِيّ بأَعْلى حائلٍ وقَصِيص وأَنشد لعدي بن زيد: يَجْنِي له الكَمْأَةَ رِبْعِيّة، بالخَبْءِ، تَنْدَى في أُصُولِ القَصِيص وقال مُهاصِر النهشلي: جَنَيْتُها من مُجْتَنىً عَوِيصِ، من مُجْتَنى الإِجْرِدِ والقَصِيصِ ويروى: جنيتها من منبِتٍ عَوِيصِ، من مَنبت الإِجرد والقصيص وقد أَقَصَّت الأَرضُ أَي أَنْبَتَتْه. قال أَبو حنيفة: زعم بعض الناس أَنه إِنما سمي قَصيصاً لدلالته على الكمأَة كما يُقْتَصّ الأَثر، قال: ولم أَسمعه، يريد أَنه لم يسمعه من ثقة. الليث: القَصِيص نبت ينبت في أُصول الكمأَة وقد يجعل غِسْلاً للرأْس كالخِطْمِيّ، وقال: القَصِيصة نبت يخرج إِلى جانب الكمأَة. وأَقَصّت الفرسُ، وهي مُقِصّ من خيل مَقاصَّ: عظُم ولدها في بطنها، وقيل: هي مُقِصّ حتى تَلْقَح، ثم مُعِقٌّ حتى يَبْدو حملها، ثم نَتُوج، وقيل: هي التي امتنعت ثم لَقِحت، وقيل: أَقَصّت الفرس، فهي مُقِصٌّ إِذا حملت. والإِقْصاصُ من الحُمُر: في أَول حملها، والإِعْقاق آخره. وأَقَصّت الفرس والشاة، وهي مُقِصٌّ: استبان ولدُها أَو حملُها، قال الأَزهري: لم أَسمعه في الشاء لغير الليث. ابن الأَعرابي: لَقِحت الناقة وحملت الشاة وأَقَصّت الفرس والأَتان في أَول حملها، وأَعَقَّت في آخره إِذا استبان حملها. وضرَبه حتى أَقَصَّ على الموت أَي أَشْرف. وأَقْصَصْته على الموت أَي أَدْنَتْه. قال الفراء: قَصَّه من الموت وأَقَصَّه بمعنى أَي دنا منه، وكان يقول: ضربه حتى أَقَصَّه الموت. الأَصمعي: ضربه ضرباً أَقصَّه من الموت أَي أَدناه من الموت حتى أَشرف عليه؛ وقال: فإِن يَفْخَرْ عليك بها أَميرٌ، فقد أَقْصَصْت أُمَّك بالهُزال أَي أَدنيتها من الموت. وأَقَصَّته شَعُوبٌ إِقْصاصاً: أَشرف عليها ثم نجا. والقِصاصُ والقِصاصاءُ والقُصاصاءُ: القَوَدُ وهو القتل بالقتل أَو الجرح بالجرح. والتَّقاصُّ: التناصفُ في القِصَاص؛ قال: فَرُمْنا القِصَاصَ، وكان التقا صُّ حُكماً وعَدْلاً على المُسْلِمينا قال ابن سيده: قوله التقاص شاذ لأَنه جمع بين الساكنين في الشعر ولذلك رواه بعضهم: وكان القصاصُ؛ ولا نظير له إلا بيت واحد أَنشده الأَخفش: ولولا خِداشٌ أَخَذْتُ دوا بَّ سَعْدٍ، ولم أُعْطِه ما عليها قال أَبو إِسحق: أَحسَب هذا البيت إِن كان صحيحاً فهو: ولولا خداش أَخذت دوابِـ *** ـب سعدٍ، ولم أُعْطِه ما عليها لأَن إِظهار التضعيف جائز في الشعر، أَو: أَخذت رواحل سعد. وتقاصَّ القومُ إِذا قاصَّ كل واحد منهم صاحبَه في حساب أَو غيره. والاقْتِصاصُ: أَخْذُ القِصاصِ. والإِقْصاصُ: أَن يُؤْخَذ لك القِصاصُ، وقد أَقَصَّه. وأَقَصَّ الأَمير فُلاناً من فلان إِذا اقْتَصَّ له منه فجرحه مثل جرحه أَو قتَلَه قوَداً. واسْتَقَصَّه: سأَله أَن يُقِصَّه منه. الليث: القِصاصُ والتَّقاصُّ في الجراحات شيءٌ بشيء، وقد اقْتَصَّ من فلان، وقد أَقْصَصْت فلاناً من فلان أَقِصّه إِقْصاصاً، وأَمْثَلْت منه إِمْثالاً فاقتَصَّ منه وامْتَثَل. والاسْتِقْصاص: أَن يَطْلُب أَن يُقَصَّ ممن جرحه. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: رأَيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يُقِصّ من نفسه. يقال: أَقَصَّه الحاكم يُقِصّه إِذا مكَّنَه من أَخذ القِصاص، وهو أَن يفعل به مثل فعله من قتل أَو قطع أَو ضرب أَو جرح، والقِصَاصُ الاسم؛ ومنه حديث عمر: رأَيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بشَارِبٍ فقال لمُطيع بن الأَسود: اضرِبْه الحَدَّ، فرآه عمرُ وهو يَضْرِبه ضرباً شديداً فقال: قتلت الرجل، كم ضَرَبْتَه؟ قال سِتِّينَ فقال عُمر: أَقِصّ منه بِعِشْرِين أَي اجعل شدة الضرب الذي ضرَبْتَه قِصاصاً بالعشرين الباقية وعوضاً عنها. وحكى بعضهم: قُوصَّ زيد ما عليه، ولم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه في معنى حوسِبَ بما عليه إِلا أَنه عُدِّيَ بغير حرف لأَن فيه معنى أُغْرِمَ ونحوه. والقَصّةُ والقِصّة والقَصُّ: الجَصُّ، لغة حجازية، وقيل: الحجارة من الجَصِّ، وقد قَصّصَ دارَه أَي جَصّصَها. ومدينة مُقَصَّصة: مَطْليّة بالقَصّ، وكذلك قبر مُقَصَّصٌ. وفي الحديث: نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن تَقْصِيص القُبور، وهو بناؤها بالقَصّة. والتَّقْصِيصُ: هو التجْصِيص، وذلك أَن الجَصّ يقال له القَصّة. يقال: قصّصْت البيتَ وغيره أَي جَصّصْته. وفي حديث زينب: يا قَصّةً على مَلْحودَةٍ؛ شَبَّهت أَجسامَهم بالقبور المتخذة من الجَصّ، وأَنفُسَهم بجِيَف الموتى التي تشتمل عليها القبورُ. والقَصّة: القطنة أَو الخرقةُ البيضاء التي تحْتَشي بها المرأَة عند الحيض. وفي حديث الحائض: لا تَغْتَسِلِنَّ حتى تَرَيْنَ القَصّة البَيْضاءَ، يعني بها ما تقدم أَو حتى تخرج القطنة أَو الخرقة التي تحتشي بها المرأَة الحائض، كأَنها قَصّة بيضاء لا يُخالِطُها صُفْرة ولا تَرِيّةٌ، وقيل: إِن القَصّة كالخيط الأَبيض تخرج بعد انقطاع الدم كله، وأَما التَّريّة فهو الخَفِيّ، وهو أَقل من الصفرة، وقيل: هو الشيء الخفي اليسير من الصفرة والكُدْرة تراها المرأَة بعد الاغتسال من الحيض، فأَما ما كان من أَيام الحيض فهو حَيض وليس بِتَرِيّة، ووزنها تَفْعِلة، قال ابن سيده: والذي عندي أَنه إِنما أَراد ماء أَبيض من مَصَالة الحيض في آخره، شبّهَه بالجَصّ وأَنّتَ لأَنه ذهب إِلى الطائفة كما حكاه سيبويه من قولهم لبَنة وعَسَلة. والقَصّاص: لغة في القَصّ اسم كالجيَّار. وما يَقِصُّ في يده شيء أَي ما يَبْرُدُ ولا يثبت؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لأُمِّكَ وَيْلةٌ وعليك أُخْرى، فلا شاةٌ تَقِصّ ولا بَعِيرُ والقَصَاصُ: ضرب من الحمض. قال أَبو حنيفة: القَصاصُ شجر باليمن تَجْرُسُه النحل فيقال لعسلها عَسَلُ قَصَاصٍ، واحدته قَصَاصةٌ. وقَصْقَصَ الشيء: كَسَره. والقُصْقُصُ والقُصْقُصة، بالضم، والقُصَاقِصُ من الرجال: الغليظُ الشديد مع قِصَر. وأَسد قُصْقُصٌ وقُصْقُصةٌ وقُصاقِصٌ: عظيم الخلق شديد؛ قال:قُصْقُصة قُصاقِص مُصَدَّرُ، له صَلاً وعَضَلٌ مُنَقَّرُ وقال ابن الأَعرابي: هو من أَسمائه. الجوهري: وأَسد قَصْقاصٌ، بالفتح، وهو نعت له في صوته. والقَصْقاصُ: من أسماء الأَسد، وقيل: هو نعت له في صوته. الليث: القَصْقاصُ نعت من صوت الأَسد في لغة، والقَصْقاصُ أَيضاً: نَعْتُ الحية الخبيثة؛ قال: ولم يجئ بناء على وزن فَعْلال غيره إِنما حَدُّ أَبْنِيةِ المُضاعَفِ على وزن فُعْلُل أَو فُعْلول أَو فِعْلِل أَو فِعْلِيل مع كل مقصور ممدود منه، قال: وجاءت خمس كلمات شواذ وهي: ضُلَضِلة وزُلزِل وقَصْقاص والقلنقل والزِّلزال، وهو أَعمّها لأَن مصدر الرباعي يحتمل أَن يبنى كله على فِعْلال، وليس بمطرد؛ وكل نَعْتٍ رُباعِيٍّ فإن الشُّعَراء يَبْنُونه على فُعالِل مثل قُصَاقِص كقول القائل في وصف بيت مُصَوَّرٍ بأَنواع التَّصاوير: فيه الغُواةُ مُصَوَّرو ن، فحاجِلٌ منهم وراقِصْ والفِيلُ يرْتكبُ الرِّدَا ف عليه، والأَسد القُصاقِصْ التهذيب: أَما ما قاله الليث في القُصَاقِص بمعنى صوت الأَسد ونعت الحيّة الخبيثة فإِني لم أَجِدْه لغير الليث، قال: وهو شاذٌ إِن صَحَّ. وروي عن أَبي مالك: أَسد قُصاقِصٌ ومُصَامِصٌ وفُرافِصٌ شديد. ورجل قُصَاقِصٌ فُرافِصٌ: يُشَبَّه بالأَسد. وجمل قُصاقِصٌ أَي عظيمٌ. وحيَّة قَصْقاصٌ: خبيث. والقَصْقاصُ: ضرْبٌ من الحمض؛ قال أَبو حنيفة: هو ضعيف دَقِيق أَصفر اللون. وقُصاقِصا الوَرِكَين: أَعلاهما. وقُصاقِصَةُ: موضع. قال: وقال أَبو عمرو القَصقاص أُشْنان الشَّأْم. وفي حديث أَبي بكر: خَرَجَ زمَنَ الرِّدّة إِلى ذي القَصّةِ؛ هي، بالفتح، موضع قريب من المدينة كان به حصىً بَعَثَ إِليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم محمدَ بن مَسْلمة وله ذكر في حديث الردة.
قعص: القَعْصُ والقَعَصُ: القَتْل المُعَجَّل، والقَعْصُ: المَوْت الوَحِيّ. يقال: مات فلان قَعْصاً إِذا أَصابته ضَرْبَةٌ أَو رَمْيَةٌ فمات مكانَه. والإِقْعاصُ: أَن تضربَ الشيء أَو ترْميَه فيموت مكانَه. وضرَبه فأَقْعَصَه أَي قتَله مكانه. وفي الحديث: مَنْ خَرَجَ مجاهِداً في سبيل الله فقُتل قَعْصاً فقد استوجب المَآبَ؛ قال الأَزهري: عَنى بذلك قوله عز وجل: وإِن له عندنا لَزُلْفَى وحُسْنَ مآب، فاختصر الكلام، وقال ابن الأَثير: أَرادَ بوُجُوب المآب حُسْنَ المَرْجع بعد الموت. يقال: قَعَصْته وأَقْعَصْته إِذا قَتَلْتَه قَتْلاً سريعاً. أَبو عبيد: القَعْصُ أن يُضْرَب الرجلُ بالسلاح أَو بغيره فيموتَ مكانَه قبل أَن يَرِيمَه؛ ومنه حديث الزبير: كان يَقعَصُ الخيل بالرُّمْح قَعْصاً يوم الجمَل؛ قال: ومنه حديث ابن سبرين: أَقْعَصَ ابْنا عَفْراءَ أَبا جهل. وقد أَقْعَصَه الضاربُ إِقْعاصاً، وكذلك الصيد، وأَقْعَصَ الرجلَ: أَجْهَزَ عليه، والاسم منها القِعْصة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لابن زُنَيم: هذا ابنُ فاطِمةَ الذي أَفْناكُمُ ذَبْحاً، ومِيتَةَ قِعْصَةٍ لم تُذْبَح وأَقْعَصَه بالرُّمْح وقَعَصَه: طعَنَه طَعْناً وَحِيّاً، وقيل: حَفَزَه. شاة قَعُوصٌ: تضرِب حالِبَها وتمنع الدِّرّةَ؛ قال: قَعُوصُ شَوِيٍّ دَرُّها غيرُ مُنْزَلِ وما كانت قَعُوصاً، ولقد قَعِصَتْ وقُعِصَتْ قَعْصاً. والقُعَاصُ: داءٌ يأْخذ في الصَّدْر كأَنه يَكْسِر العُنُق. والقُعَاصُ: داءٌ يأْخذ الدوابّ فيَسِيل من أُنوفِها شيءٌ، وقد قُعِصَت. والقُعَاصُ: داء يأْخذ الغنم لا يُلْبِثُها أَن تموتَ. وفي الحديث في أَشراط الساعة: ومُوتانٌ يكون في الناس كقُعَاصِِ الغَنَمِ، وقد قُعِصَت، فهي مَقْعُوصَةٌ. قال: ومنه أُخِذَ الإِقعاصُ في الصيد فيرمى فيه فيموت مكانه. ابن الأَعرابي: المِقْعاصُ الشاة التي بها القُعَاصُ، وهو داء قاتلٌ. وانْقَعَصَ وانْقَعَفَ وانْغَرَفَ إِذا ماتَ. وأَخَذْتُ منه المالَ قَعْصاً وقَعَصْته إِياه إِذا اغْتَرَرْتَه. وفي النوادر: أَخذته مُعاقَصةً ومُقاعَصةً أَي مُعازّةً. والقَعْصُ: المُفَكّكُ من البيوت؛ عن كراع.
قعمص: القُعْموصُ: ضرب من الكَمْأَة، والقُعْموصُ والجُعْموصُ واحد. يقال: تحرك قُعْموصُه في بطنه، وهو بلغة اليمن. يقال: قَعْمَص إِذا أَبْدَى بمرّة ووضع بمرّة.
|